اخبار الكويت

دعاة لـ الأنباء القرآن يواجه حملة عدائية مشينة فلننصره واقعيا بتعظيمه والعمل بما فيه

  • الخراز: فلتكن دعوتنا عملية أبلغ من «القولية» بالتخلق بأخلاق الإسلام والاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم
  • العقيلي: تنوع ردود الأفعال مطلوب ومفيد على مستوى الحكومات والمؤسسات والجاليات المسلمة
  • العنزي: لماذا تكتفي الحكومات الإسلامية فقط بالاستنكار والتنديد والشجب؟
  • العمر: لنجعل من المحنة منحة وهذا ما جسدته الكويت بطباعة 100 ألف مصحف
  • الشطي: شكراً على جهود الكويت ودول مجلس التعاون وكل الدول التي أظهرت غيرتها على الدين
  • العليمي: لا لتهييج العامة على الإساءة بالقول أو الفعل والمقاطعة دون إرجاع الأمر إلى ولاة الأمر
  • القحطاني: موقف حكومتنا في التصدي لتلك الإساءات لديننا موقف مشرف كريم
  • العتيبي: يجب أن يرجع المسلم إلى كتاب ربه رجوعاً حقيقياً فيحكّمه على نفسه

ليلى الشافعي

استنكر علماء الشرع بالكويت حرق المصحف الشريف، واصفين إياه بأنه حملة عدائية مشينة لا تتفق مع روح التسامح التي تدعو إليها شريعتنا الغراء التي تدعو الى السماحة واحترام الآخر بفكره وعقيدته. واعتبروا هذا الفعل تطاولا على الإسلام وعلى عقيدتنا المقدسة وإيذاء كبيرا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، كما أن السماح بحرقه والسكوت على ذلك يعتبر ضمن سلسلة الحملات العدائية للإسلام والمسلمين.

في البداية، يؤكد الشيخ د. خالد الخراز، أن الإسلام سيبقى شامخا (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر: آية 9.

وقال: لقد تنوعت أساليب أعداء الله في محاربة الإسلام ومحاربة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأساليب أعداء الله تعالى لن تتوقف وعلى المسلمين التحلي بالحكمة والصبر والموعظة الحسنة، وان يتخلقوا بأخلاق دينهم، والرسول صلى الله عليه وسلم أسوتنا الحسنة لم يسب أحدا أو يرد على الإساءة بمثلها رغم ما تعرض له من الاستهزاء والأذى والسخرية بل صبر حتى نصره الله تعالى، فعلينا التخلق بأخلاق الإسلام والاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنه تقع على المسلمين القاطنين بلاد الغرب مسؤولية كبيرة لتحسين صورة الإسلام والاتصال بالناس والحوار معهم (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)، كما يجب على المسلمين استغلال وسائل التواصل والمواقع للدفاع عن الاسلام والتعريف به ونشره، وسيبقى الدين محفوظا رغم أنف الذين يحقدون على دين الله (سيهزم الجمع ويولون الدبر)، فليطمئن العبد المؤمن لهذه الدلائل والبشائر، فلقد استعمل الكفار أساليب عدة لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال السخرية والاستهزاء والتشهير والغمز واللمز والاتهام بالجنون والسحر والتهديد والأذى المعنوي والجسدي. ولتكن دعوتنا عملية أبلغ من الدعوة القولية، وعلى الجميع أن يتخلق بأخلاق الإسلام ويأمر بالعدل وينهى عن الفحشاء والمنكر.

إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها

تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا

ظَنَّت تَأَنّي البُزاةِ الشُهبِ عَن جَزَعٍ

وَما دَرَت أَنَهُ قَد كانَ تَهوينا

إفلاس أخلاقي

من جهته، يؤكد الشيخ يحيى العقيلي على ضرورة اتخاذ موقف من الإساءة للقرآن الكريم أو أي رمز من رموز الشريعة والدين الإسلامي من خلال:

أولا: إظهار الغضب فرديا وشعبيا وحكوميا مطلوب، فالغضب لله تعالى تجاه منكر أو إساءة للدين هو غضب محمود بل مطلوب، كما حدث تجاه حرق المصحف في السويد من حقير حاقد قام بحرق المصحف يوم العيد أمام مسجد للمسلمين، في ظل تواطؤ من حكومته، يدعون أنها حرية شخصية ولو قام مسلم بأداء شعائر دينه وما يحفظ دين أهله وأبنائه وأخلاقهم لحاكموه بدعوى التسلط والإرهاب الفكري، وصدق الله تعالى (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) فصلت: 26 . لقد اجتمع في أدعياء الحضارة هؤلاء الدناءة والحقد الصليبي والإرهاب الفكري والإفلاس الاخلاقي.

ثانيا: الواجب على الحكومات الاسلامية ان تغضب نصرة لله ولدينه ولكتابه غضبا يتجاوز ما قامت به الهيئات والشعوب من الاستنكار والمقاطعة لبضائع هذه الدولة، إلى اجراءات عملية تتناسب وتكرار تلك الممارسات الصليبية البغيضة وتردع أولئك الحاقدين وحكوماتهم عن الإساءة للإسلام ورموزه، هذا ما ينبغي على القادة والساسة فعله، فإنهم مساءلون أمام الله جل وعلا في يوم لا تنفع فيه المجاملات الديبلوماسية ولا المصالح السياسية.

ثالثا: تنوع ردود الأفعال مطلوب ومفيد على مستوى الحكومات بسحب السفراء واتخاذ كل الإجراءات الرسمية وعلى مستوى البرلمانات باتخاذ مواقف عملية تجسد الموقف الشعبي، وعلى مستوى المؤسسات بنشر ترجمات المصحف وجمع التبرعات لبناء المراكز الإسلامية كما حدث في السويد وعلى مستوى الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بإدانة ماحدث وانكار مفهوم الحرية الشخصية الذي تبرر به الحكومات الغربية تلك الأفعال الوضيعة وعلى مستوى الجاليات المسلمة بالدفع باتجاه تجريم المساس بالرموز الدينية في البرلمانات الغربية.

تحديات كبيرة

يقول د. سعد العنزي، إن شعوب العالم الإسلامي تتساءل عن دور الأمة في توحيد الخطاب الإسلامي ضد مواجهة العنصرية والكراهية ضد المسلمين ومقدساتهم، والتي تستهدف عقيدتهم ومنهجهم. لماذا أصبح المسلم في جميع دول العالم مستهدفا في عقيدته ومقدساته ويتعرض للأذى والهجوم والتطاول والحقد؟ ولماذا لا تتحرك الدول الاسلامية للدفاع عن عقيدتها ودينها ومنهجها وتدنيس كتاب الله تعالى؟ ولماذا تكتفي الحكومات الإسلامية فقط بالاستنكار والتنديد والشجب؟

لماذا لا تتخذ الدول الإسلامية سلاح العقوبات الاقتصادية ومقاطعة السلع والمنتجات لتلك الدول التي تسمح قوانينها بإهانة المسلمين ومقدساتهم باسم الحرية الزائفة والكاذبة؟لماذا لماذا؟ كل هذه التساؤلات في أذهان الشعوب الإسلامية.

إنها تحديات كبيرة تواجه العالم الإسلامي، الأمر الذي يتحتم على علماء الأمة في هذا العصر وعند تقاعس الحكومات والدول أن يقوموا بدورهم الشرعي لمواجهة خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين. إن تدنيس المقدسات الإسلامية يزرع الكراهية ويخلق الفتن بين الشعوب والديانات والدول، وهو استفزاز لجميع المسلمين حول العالم وإذكاء لروح العداء للإسلام ولعموم الديانات.

الدفاع عن القيم الإسلامية

من جانبه، قال الباحث الشرعي محمد العمر أشكر لكم اهتمامكم بهذا الموضوع لنجعل من المحنة منحة وهذا بالفعل ما جسدته الكويت من خلال قرار رئيس الوزراء مشكورا بطباعة 100 ألف نسخة من المصحف وإرسالها الى السويد، لا شك أن علينا واجب الدفاع عن قيم الاسلام وعلى رأسها كتاب الله والرسول صلى الله عليه وسلم. وان وقفة ديار الاسلام مطلوبة ومقاطعة الدول الاسلامية لهذه الدول المعتدية مستحقة اقتصاديا وسياسيا، كذلك يجب ان تبادر بقية الدول وتحذو حذو الكويت لدعم العمل الإسلامى في تلك الدول.

الصد عن الإسلام

من جهته، قال د. بسام الشطي إن القرآن العظيم كتاب الله والمعجزة الخالدة والنور وطريق الاستقامة، سبب الهداية والرفعة للمسلمين ومصدر سعادتهم، وسبب الاستخلاف في الأرض والتمكين، فهو في قلوب المسلمين أغلى من أرواحهم، إذ هو سبب عزهم وفلاحهم، ورفعتهم ونجاحهم، قال تعالى: .. وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولأنه كلام ربنا سبحانه وتعالى جعل فيه قوة في التأثير، لأنه يخاطب عقول البشر وقلوبهم وما توسوس به صدورهم، بلغة حفظت منذ نزوله على رسوله إلى أن يأذن الله تعالى برفعه من الصدور والسطور، فهو أعظم وسيلة في الدعوة إلى الله، وأقوى مؤثر لكل باحث عن الحق.

لقد أدرك أعداء الإسلام موطن عز الأمة الإسلامية ورفعتها ونهوضها، وذلك باعتصامها بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، ولذلك عمل الأعداء على صرف المسلمين عن موطن عزهم، وهو كتاب ربهم حتى لا يتلقوه كما ينبغي ويجب، ويعرضوا عنه ويهجروه وينشغلوا بغيره، قال تعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.

فجهود المجرمين من الأعداء اليوم كحال أسلافهم متواصلة لصد المؤمنين عن هذا القرآن الذي هو منار هداية، ومصدر عز وقوة ووقاية، فهم صدوا عن هذا القرآن لما نزل، وهاهم اليوم وفي كل وقت يبذلون الجهود لصد هذه الأمة عن كتاب ربها، بكل شكل من أشكال الصد، حتى لا تجد لقلوب المسلمين، بل ولا لأوقاتهم، بل ولا لمشاعرهم وعواطفهم مكانا لهذا القرآن الذي يقول الله فيه: كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا.

فشكرا على جهود الكويت ودول مجلس التعاون وكل دولة اظهرت غيرتها على دين الله في ردع السويد وكل من تسول له نفسه استفزاز المسلمين… وأسال الله ان ينصر كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وينزل فيمن حرق او اهان كتاب الله أشد العذاب وأنكله.

التعريف بالإسلام

ويقول الشيخ د. راشد العليمي: من أصول ديننا الحكيم قضية التعظيم والتقديس لكلام الله والذي نجده في القرآن الكريم، ومع رسوخ هذه القضية في نفوس جميع المسلمين إلا أنه من الواجب التأكيد على قضايا مهمة مع هذا المعتقد الواضح، منها أن الله تكفل بحفظ كتابه، ولذا لا يستطيع أي مخلوق أن يسيء إلى القرآن إلا وقصمه الله عاجلا وبما يقدره الله، ومنها أن الاساءة للقرآن ليست حادثة جديدة واقعة في زمننا المعاصر، لكنها وجدت قديما منذ استهلال تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن على أهل مكة، فقالوا زورا وبهتانا انه كلام البشر أو سحر يؤثر، وعجزوا عن مقارعته ولو بآية واحدة.

وفي زمننا المعاصر نجد في كل فترة من يتطاول على كتاب الله، ولن يتوقف الملاحدة عن هذا الكيد والإساءة، والسؤال الواجب تداوله: ما الواجب علينا تجاه سفاهة أولئك الحمقى؟ أقول الواجب على كل مسلم ابتداء ألا ينشر تلك المقاطع التي فيها إساءة من شخص كافر على عامة المسلمين وفي وسائل التواصل، إذ لم نجد في كتب التاريخ اي ذكر لقصائد اساء فيها الكفار إلى القرآن، أو حتى تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن نصيبها إلا الحرق بالإهمال والتغافل عنها تماما وعدم ذكرها في مجالسهم.

والأمر الثاني، عدم تهييج العامة وأفراد المسلمين بالإساءة بالقول أو الفعل وردود الفعل بمقاطعات وغيرها، من دون إرجاع الأمر إلى ولاة الأمر، من الأمراء والعلماء في البلد لاتخاذ ما يرونه مناسبا.

وثالثا، واجب اغتنام هذه الفرصة وغيرها من فعل الملحد الزنديق تجاه القرآن بالحرص على تعريف الدول الأوروبية وغيرها بالقرآن، وبيان روعته بترجمته لهم وفق لغاتهم، ليتعرفوا على عظمته وجميل أحكامه، وصلاحيته لكل زمان ومكان.

والأمر الأخير أن نتذكر أن غالب الدول الأجنبية لديها سقف عال من حرية التعبير عن الرأي، قد تصل إلى التطاول على المعتقدات الدينية، فلماذا لا نتقدم نحن وفق هذا المنهج الحياتي لديهم بشكوى دولية في الجهات الرسمية تجاههم، وفق النظم السياسية، بعيدا عن انفعالات عاطفية يثيرها بعض المغردين ولا يضعونها في ميزان عاقل له نتائجه المنضبطة؟

وفي الختام، أذكر بأن قضية تطاول الكفار والملاحدة تجاه معتقدات الإسلام أنها لن تتوقف، ولذا فالواجب ارجاع الرأي إلى ولاة الأمر من الأمراء والعلماء، بعيدا عن ردة فعل لا تقيد بقيد شرعي حكيم من طائفة من عامة المسلمين.

الدفاع عن القرآن

ويضيف الشيخ سالم القحطاني: شرف عظيم ينبغي أن يتقلده كل مسلم يقرأ القرآن الكريم وينتسب إليه، إنه شرف تعظيم الدين ونصرة كتاب الله العظيم.

ونستذكر في هذا الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه في موقفه البطولي بمعركة اليمامة عندما أخذ الراية بعد مقتل زيد بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، قال له المهاجرون: «أتخشى أن نؤتى من قبلك؟ فقال: بئس حامل القرآن أنا إذن».

نعم، هذا هو موقفنا جميعا معشر المسلمين المعظمين لكتاب ربنا والمدافعين عنه ضد الهجمات الشنيعة عليه من الشانئين المجرمين.

وتبرز الآن المواقف المشرفة كموقف حكومتنا الكريمة في التصدي لذلك بمبادرة كريمة بطباعة 100 ألف مصحف باللغة السويدية في البلد الذي حدثت فيه الفعلة النكراء.

ويبقى موقفنا معشر المسلمين في المساهمة بأي وسيلة للدفاع عن القرآن الكريم ونشره وتعظيمه تأكيدا على إيماننا العظيم وغيرتنا الدينية على شعائر الدين ومحارم المسلمين (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب..).

الرجوع إلى السنّةويضيف الشيخ فيصل علوش العتيبي، فيقول تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) (النساء 66).

هذه الآية من أعظم ما يستدفع به ما يحصل للإسلام والمسلمين من النكبات والمحن سواء كانت على المستوى الشخصي أو المجتمعي، ومن ذلك حملات التعرض لكتاب ربنا.

فإن من أعظم أسباب نصرة كتاب ربنا -وهي أسباب كثيرة- أن يرجع المسلم إلى كتاب ربه رجوعا حقيقيا فيحكمه على نفسه، يقبل على أوامره فيعمل بها وينتهي عند نواهيه فينزجر عنها، حينها سينصر كتاب ربه أعظم نصرة أرادها الله على وجه الحقيقة، وهي الغاية التي من أجلها أنزله كتابا خاتما لجميع كتبه، وسيكون هذا الأمر مثبتا له على طريق السير إلى الله، وأعظم ما ينكأ به العدو.

يقول العلامة محمد بن صالح العثيمين: «والذي يوعظون به هو الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لكان خيرا لهم في الحال والمآل، وأشد تثبيتا أي: أشد إثباتا على الحق، لأن الإنسان كلما ازداد طاعة لله ازداد إيمانا ويقينا وثباتا» (مختصر من تعليقه على تفسير الجلالين من سورة النساء).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى