اخبار الامارات

فارسة الإرادة والاستدامة: الأحلام ممكنة ولو على كرسي متحرك

من على كرسيها المتحرك؛ أطلت المواطنة الشابة فاطمة البلوشي على حضور «عرض أزياء الاستدامة» في «كوب 28»، الليلة قبل الماضية، مقدمة من تحت قبة الوصل الشهيرة، رسالة استثنائية تُعنى بالإنسان أولاً، وتؤمن بأن الأحلام ممكنة مهما بدت مستحيلة، بالعزيمة والأمل وبقلوبٍ يغمرها الرضا والامتنان لأمس مضى وغد قادم.

وبروح جميلة تشبه إرادتها التي قهرت التحديات، تؤكد فاطمة في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم» «قد تبدو الإعاقة حاجزاً يحول دون القيام بالواجبات وتحقيق الأحلام، ولكنها في واقع الأمر تُشكل حافزاً قوياً للعطاء والمضي قدماً إلى الأمام دون الالتفات للخلف، فالإعاقة كما أراها أجمل هدية من رب العالمين، وهي مصدر قوتي لا ضعفي».

وشكلت مشاركة فاطمة في عرض أزياء الاستدامة على هامش مؤتمر المناخ العالمي «فرصة ذهبية» أحسنت استثمارها، فلطالما حلمت بأن تكون «عارضة أزياء استثنائية» مقوماتها الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات، وأن تسهم في دمج أصحاب الهمم في هذا المجال «فهم قادرون على العطاء في شتى المجالات ومختلف الظروف».

وعن «المشاركة الذهبية» تضيف فاطمة التي وُلدت بإعاقة جسدية «لم أكن أتوقع أن أحظى بفرصة تحقيق حلمي في حدث دولي بارز يجمع الزعماء والقادة في مكانٍ واحد، وعليه حرصت أن تكون مشاركتي خير تمثيل للوطن، وأن أثبت للعالم أن المعاق معاق الفكر لا الجسد». ولذا لم تتردد الشابة الإماراتية في قبول دعوة المشاركة في عرض الأزياء الذي شمل مجموعة من العباءات للمصممة الفلسطينية زين.

ولا تُعد مشاركة فاطمة البلوشي في «عرض أزياء الاستدامة» الذي أقيم في اليوم السابع للحدث تحت قبة الوصل الشهيرة، الدرس الأول «للامستحيل» في محطات ذات الهمة الإماراتية، إذ خاضت عشرات التجارب التي أثبتت من خلالها أنها قادرة على تحقيق الأحلام، فعلى الرغم من وضعها الصحي نجحت فاطمة (31 عاماً) التي انضمت أخيراً إلى منتخب الإمارات لأصحاب الهمم، في اعتلاء صهوة الخيل ورفع الأثقال وممارسة غيرهما من الرياضات، آملةً تمثيل الدولة في الخارج، فضلاً عن إصرارها على المشاركة في المبادرات التطوعية، لعل أبرزها مشاركتها الحالية مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في «كوب 28»، من خلال المساهمة في عرض مشاريعهم الخاصة بالاستدامة.

دور الأسرة

وتشدد فاطمة البلوشي الموظفة، على أن الأسرة تلعب دوراً كبيراً في حياة أبنائها من أصحاب الهمم «فهي المصدر الأول لبناء ثقتهم بأنفسهم»، وعليه تجد نفسها تملك ثقة كبيرة لا حدود لها، مؤكدة: «لم أشعر يوماً بأنني أختلف عن غيري من الأطفال، فقد ترعرعت في أسرة تغمرني بالحب والاهتمام وتشجعني على إثبات ذاتي وتنمية مهاراتي ولم تشعرني بالنقص أبداً، لذلك أملك ثقة كبيرة في نفسي وأودّ أن أثبت للعالم أن إعاقتي لم تكن يوماً حاجزاً يحول دون تحقيق أحلامي وطموحاتي».

مخالفة التوقعات

وتحرص فاطمة على أن تشارك تجاربها في الحياة كواحدة من أصحاب الهمم مع أفراد المجتمع، من خلال «رسائل إيجابية» تبثها عبر منصات التواصل الاجتماعي تتوزّع ما بين صور ومقاطع فيديو تركز على يومياتها وأنشطتها الرياضية، والتي لا تخلو كذلك من الأعمال التطوعية التي تحرص على المشاركة فيها لتأكد قدرة أصحاب الهمم على العطاء في ظل دعم أفراد الأسرة والمجتمع.

وتتذكر فاطمة – العضو في النادي الثقافي للفروسية والشعر – أن بدايتها مع رياضة الفروسية بدأت بالانضمام إلى النادي بدعوة من مؤسسته ورئيسته عائشة الفقاعي، التي أخذت بيدها وشجعتها على تحقيق حلمها في ركوب الخيل حتى تأقلمت معه بشكلٍ كبير لم تكن تتوقعه لدرجة أنها لمست آثاره الإيجابية على صحتها البدنية، مخالفة بذلك الكثير من التوقعات التي شككت في نجاحها في خوض هذه التجربة بسبب وضعها الصحي، إذ واظبت على التمارين حتى احترفت رياضة الفروسية وأتقنتها وخاضت من خلالها الكثير من المشاركات في مختلف إمارات الدولة.

أعمال تطوعية

وتمتلك فاطمة سجلاً حافلاً بالمشاركات التطوعية التي ترى فيها فوائد جمة؛ أبرزها تقديم المساعدة لأفراد المجتمع وتعزيز التواصل معهم، ومنها المشاركة في صيانة بيوت الأسر المتعففة وتوزيع وجبات الإفطار المجانية في شهر رمضان، مشيرة إلى أن العمل التطوعي يشعرها بسعادة وراحة كبيرة، كما تجد فيه فرصة لتشجيع أفراد المجتمع على الاندماج والتفاعل مع أصحاب الهمم.

• تشارك فاطمة في عرض مشاريع «الهلال الأحمر الإماراتي» في «كوب 28» الخاصة بالاستدامة.

• نجحت في اعتلاء صهوة الحصان ورفع الأثقال وغيرهما من الرياضات، فضلاً عن إصرارها على المشاركة في المبادرات التطوعية.

• تملك فاطمة سجلاً حافلاً بالمشاركات التطوعية، لتؤكد قدرة أصحاب الهمم على العطاء.


فاطمة البلوشي:

• الأسرة تلعب دوراً كبيراً في حياة أبنائها من فئة أصحاب الهمم.

• الإعاقة كما أراها أجمل هدية من ربي، وهي مصدر قوتي لا ضعفي.


للمرة الأولى

شهد مؤتمر «كوب 28» أول عرض أزياء على الإطلاق في تاريخ هذا الحدث العالمي المعني بقضايا المناخ، إذ تعاون مع علامات ملتزمة بالاستدامة وتغير المناخ لتقديم إبداعات يمكن ارتداؤها، وفي الآن ذاته تلتزم بالممارسات الصديقة للبيئة، وتقدم خيارات عدة، تحترم موارد الطبيعة.

وحظي عرض الأزياء الذي قدّم تحت قبة الوصل الشهيرة في مدينة إكسبو دبي بتفاعل لافت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى