اخبار الامارات

واشنطن تلوّح بإجراءات وتحث طرفي الصراع السوداني على العودة إلى محادثات الهدنة

حثت الولايات المتحدة الأميركية، أمس، طرفي الصراع في السودان على العودة إلى محادثات وقف إطلاق النار والالتزام بالهدنة، قائلة إنها تفكر بإجراءات بحق قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد انهيار الهدنة. يأتي ذلك فيما أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف لاجئ سوداني فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع النزاع قبل ستة أسابيع، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من نصف مليون.

وتفصيلاً، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، إن طرفي الصراع في السودان انتهكا التزامات وقف إطلاق النار، وحذر من أن واشنطن تبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لإيضاح وجهات نظرها في الأمر.

وتابع بلينكن قائلاً في مؤتمر صحافي خلال محادثات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوسلو «نبحث أيضاً الخطوات التي يمكن اتخاذها لتوضيح وجهات نظرنا لدى أي من الزعماء الذين يقودون السودان في الاتجاه الخاطئ بإدامة العنف، وانتهاك وقف إطلاق النار الذي أكدوا بالفعل أنهم سيلتزمون به».

ووصف بلينكن الوضع في السودان بأنه «هش جداً».

وحذّر وزير الخارجية الأميركي من أن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات بحق قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد انهيار هدنة رعتها الولايات المتحدة.

وجاءت مناشدة وزارة الخارجية الأميركية، بعد أن علق الجيش السوداني، الأربعاء، مشاركته في المحادثات التي تستضيفها السعودية مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنه «بمجرد أن تثبت القوات (المتنازعة) من خلال أفعالها أنها جدية في الالتزام بوقف إطلاق النار، ستكون الولايات المتحدة والسعودية على استعداد لاستئناف المحادثات المعلقة للتوصل إلى حل لهذا الصراع».

من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي كبير إن انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان دفعت واشنطن إلى أن «تشكك بصورة جدية» في التزام طرفي الصراع بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وسط تواصل الاشتباكات أمس في العاصمة الخرطوم.

وتراقب السعودية والولايات المتحدة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار من المفترض أن يظل سارياً حتى مساء السبت، وهو اتفاق عزز الآمال في إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وهدّأ وقف إطلاق النار من حدة القتال، وأتاح وصول مساعدات إنسانية محدودة، لكن تتخلله اشتباكات وضربات جوية لم تتوقف تقريباً منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل.

وأعلن الجيش، الأربعاء، أنه سينسحب من محادثات جدة، حيث أبرم الاتفاق، وحيث يحاول الوسطاء التوصل لهدنة أطول أمداً.

ورصدت السعودية والولايات المتحدة انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار من الجانبين.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية «لقد دفعتنا هذه الانتهاكات بصفتنا وسيطاً في هذه المحادثات إلى التشكيك بصورة جدية فيما إذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدا بها».

وتحدث شهود عيان عن اندلاع مواجهات في ساعة مبكرة من صباح أمس في أنحاء مختلفة من منطقة العاصمة التي تضم الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين.

وقال سكان إنهم سمعوا دوياً مكثفاً لنيران المدفعية في شمال أم درمان وإطلاق نار متقطعاً في جنوب بحري.

وقال نادر أحمد (49 عاماً) في حي الثورة في أم درمان «نشعر بالرعب من أصوات المدفعية الثقيلة من حولنا. المنزل يهتز».

وتساءل «أين وقف إطلاق النار الذي نسمع عنه؟».

واستمرت الاشتباكات بالقرب من سوق في جنوب الخرطوم، حيث لقي ما لا يقل عن 19 شخصاً حتفهم، وأصيب 106 آخرون أول من أمس، وفقاً لعضو في إحدى لجان الأحياء.

ورجح أن يكون عدد القتلى والجرحى أعلى من العدد المذكور، لأن العديد من الأشخاص تلقوا العلاج في المنازل أو دفنهم أقاربهم خشية الذهاب إلى المستشفيات.

وخارج منطقة الخرطوم، اندلعت اشتباكات في مدن رئيسة بمنطقة دارفور غرب البلاد. وقالت جماعة معنية بحقوق الإنسان هناك إن 50 شخصاً على الأقل قتلوا الأسبوع الماضي في مدينة الجنينة الواقعة في أقصى غرب البلاد، والتي شهدت بالفعل مقتل المئات في هجمات شنتها ميليشيات.

وأضافت أن مدينة زالنجي شهدت أعمال نهب لمستشفى وجامعة المدينة، وتعرض الناس هناك للقتل «بشكل عشوائي».

وفي الأبيض، وهي مركز في المنطقة يقع إلى الجنوب الغربي من الخرطوم شهد اشتباكات، قال برنامج الأغذية العالمي إن أغذية وأصولاً تتعرض للنهب هناك.

وقالت سيندي ماكين «غذاء يكفي 4.4 ملايين شخص في خطر».

وأصبحت مدينة بورتسودان الهادئة الواقعة على ساحل البحر الأحمر مقراً لموظفي الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة ودبلوماسيين، وكذلك بعض المسؤولين الحكوميين.

ورغم ذلك أعلنت السلطات حظراً للتجول في المدينة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وحذر الجيش من تسلل «خلايا نائمة» إليها. ويقول سكان إن الحافلات منعت من دخول المدينة التي تعد نقطة إجلاء رئيسة.

على صلة، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن أكثر من 100 ألف لاجئ سوداني فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلع النزاع في السودان قبل ستة أسابيع، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من نصف مليون.

وحذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن «عدد اللاجئين الجدد تجاوز عتبة الـ100 ألف»، داعية إلى مساعدات مالية عاجلة.

وقد يُضطر ما يصل إلى 200 ألف آخرين للفرار إلى تشاد في الأشهر الثلاثة المقبلة، على ما قالت ممثلة المفوضية في تشاد، لاورا لو كاسترو، في بيان.

ومع اقتراب الموسم الماطر، قالت المفوضية إنها بحاجة لـ«دعم لوجستي هائل» لنقل اللاجئين من مناطق حدودية حفاظاً على سلامتهم.

وقبل اندلاع النزاع، كانت تشاد تستضيف 588 ألف لاجئ، بينهم 409 آلاف سوداني يتحدرون من إقليم دارفور في غرب السودان، بحسب المفوضية.

وذكرت الوكالة بأنها تحتاج إلى مبلغ قدره 214.1 مليون دولار لتوفير الحماية والمساعدات الضرورية لجميع اللاجئين والنازحين في تشاد. ويشمل المبلغ 72.4 مليون دولار للفارين من أزمة السودان.

وأوضحت المفوضية أنه تم الحصول على 16% فقط من هذا المبلغ.

وزير الخارجية الأميركي: الوضع في السودان هش جداً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى