اخبار الامارات

موجة الحر في فينيكس الأميركية تبرز الهوة بين الأغنياء والفقراء

تحافظ المواطنة الأميركية، ميلاني فلويد، على حرارة مكيّف الهواء في منزلها بين 23 و26 درجة مئوية، حتى تتمكن من رعاية طفليها اللذين يبلغان عامين وست سنوات بشكل مريح وهما يلعبان. وفي الخارج، تتجاوز درجات الحرارة يومياً منذ ثلاثة أسابيع 43 درجة مئوية. وأثارت موجة الحر التي اجتاحت جزءاً كبيراً من جنوب غرب الولايات المتحدة وجنوبها، بما في ذلك فينيكس، حيث تسجل درجات حرارة قياسية، جدلاً حول السرعة التي يتقدم بها احترار المناخ. بالنسبة إلى فلويد، فإن موجة الحر الحالية ليست مشكلة كبيرة، معتبرة أنه «يجب علينا أن نتأقلم مع تغير الحرارة».

في هذه المدينة الصحراوية، أعرب العديد من الأشخاص الذين تحدثوا إلى وكالة فرانس برس عن آراء مماثلة حول ازدياد وتيرة موجات الحر الشديدة الخطورة، مع استمرار احترار المناخ الناجم عن النشاط البشري: يجب على المرء أن يتعلم كيف يتعايش مع الأمر. وبالنسبة إلى كثير منهم، فإن الحياة هي عبارة عن سلسلة تنقلات بين المكاتب والمطاعم والمتاجر، وكلها مزودة بمكيّفات هواء.

في وسط المدينة والضواحي الراقية، لا يتردّد السكان في ترك سيارتهم في حالة تشغيل أثناء خروجهم لتأدية مهمة ما، وذلك لإبقائها مبرّدة، لكن في المناطق الأقل ثراء، فإن هذه الحرارة لا تحتمل. وتقول روزاليا ليسيا (37 عاماً)، التي تربي خمسة أطفال بمفردها «إذا استمرت درجات الحرارة على هذا النحو، لن يتمكن العديد من الأشخاص من التأقلم».

تعيش (ليسيا) في مجمع منازل متنقلة، حيث يعود تاريخ معظم المقطورات إلى الخمسينات. في وقت مبكر من موجة الحر هذه، تعطل مكيف الهواء. وعلى مدى يومين، بلغت درجة الحرارة داخل منزلها المتنقل 36 درجة مئوية، كان على جميع أفراد العائلة اللجوء إلى غرفة الابن الأكبر التي تضم وحدة تكييف، وبدأ أحد الأولاد الصغار يعاني صداعاً.

تعمل (ليسيا)، المنحدرة من المكسيك، في العديد من الوظائف المنخفضة الأجر لتغطية نفقات العائلة، ومن أجل شراء نظام تكييف جديد، تحتاج إلى 2000 دولار، وهو مبلغ ليس في حوزتها. لذلك، توصلت إلى حل مؤقت، وهو إنفاق 800 دولار لإصلاح المكيّف المعطّل. وتقول «ليس لدي خيار.. كان ذلك أولوية أكثر من شراء أغراض من البقالة أو دفع الإيجار». وتحاول (ليسيا) الحصول على المساعدة التي تقدمها المدينة أو بعض شركات المرافق العامة للسكان لتحديث وحدات تكييف الهواء الخاصة بهم.

ووجدت دراسة، أجرتها جامعة ولاية أريزونا في عام 2022، أنه في حين أن المنازل المتنقلة تشكل 5% من مجموع المساكن في مقاطعة ماريكوبا، التي تشمل فينيكس وضواحيها، فإنها تمثل 30% من الوفيات الداخلية المرتبطة بالحرارة في المدينة. وتقول (ليسيا) «من السهل أن نقول إنه يمكننا التكيف عندما يكون لديك وصول إلى كل شيء. الأمر مختلف بالنسبة إلينا».

واندلع حريق قبل أيام في المتنزّه، حيث يقع منزلها المتنقل، بسبب توصيل المساكن مباشرة بأعمدة الكهرباء عبر وصلات رديئة. وتعرض منزل متنقل للتدمير. ويُعتقد أن الحريق بدأ بسبب الاستهلاك الزائد للكهرباء، مع تشغيل الغسالات والثلاجات ومكيفات الهواء بقوتها القصوى في آن واحد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى