اخبار الامارات

شباب حتا.. الإرث الحلو في حتّا.. عسل المدينة يُفصح عن مذاقها

يرتحل المواطن مانع الكعبي بإرث مدينة حتا في تربية النحل وإنتاج العسل من مدينته إلى العالم، عبر ترويجه بفخر واعتزاز لهذا الإرث، وجعله من مجرد نشاط وهواية إلى تجربة تعبر عن انتمائه إلى تاريخه وتراثه من خلال تحويل متجر العسل الخاص به إلى «حديقة للنحل»، يقبل عليها المواطنون والمقيمون والسياح.

ويظهر الكعبي (40 عاماً) اعتزازه بتاريخ مدينته من خلال التزامه بالاستمرارية في المحافظة على التراث حتى يظل حياً ومزدهراً على مر الأجيال، فقد كان أهل المنطقة سابقاً يعبرون عن كرمهم وترحيبهم بالضيوف من خلال العسل، وها هو الآن يكمل تلك المسيرة بما يحمي هذا التراث ويعزز وجوده الآن ومستقبلاً.

يقول الكعبي: «أجدادنا وآباؤنا نقلوا النحل من المناطق الجبلية ليستأنسوه في بيوتهم الطينية وجذوع النخيل في مزارعهم، كما طبقوا أفضل الممارسات في استدامته والحفاظ عليه، وبات للنحل فضل كبير على مدينة حتا، بعد أن أصبحت مقصداً سياحياً جذاباً يتحدث فيه النحل بروح المدينة، ويكشف فيه عن طعمها بحلاوته وجاذبيته، بدءاً من مراحل تكوينه وطرق استخلاصه من الخلايا عبر حديقة النحل، إلى أنواعه المختلفة، بالإضافة لدعمه المزارعين من خلال زيادة إنتاج محاصيلهم لثلاثة أضعاف، كما أسهم في منع التصحر، وذلك نتيجة تلقيح النحل للنبات ونشر البذور ما أدى لزيادة الغطاء النباتي في المدينة.

وذكر الكعبي أنه يهتم بإنتاج ملكات النحل منذ سبع سنوات، وافتتح في مدينة حتا حديقة للنحل منذ عام 2018، وتعتبر تلك الحديقة فكرة فريدة وممتعة في عالم الحدائق على مستوى الشرق الأوسط، وجاء ذلك بدعم سخي من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف أن الحديقة تحظى بموقع يعكس هويتها الحقيقية التي تجمع بين جمال الجبال وثراء المزارع، وتعد موطناً طبيعياً لأكثر من 100 ألف نحلة، كما تقدم الحديقة تجربة فريدة للزوار، حيث يمكنهم استكشاف عالم النحل وتعلم المزيد عن دوره الحيوي في البيئة، وتسلط الضوء على الأشجار الإماراتية المنتجة للعسل مثل السدر والسمر والغاف، وتبين للزائر التنوع البيئي الغني في الإمارات بالإضافة لتشجيع الحافظ عليه.

ولفت الكعبي إلى أن الحديقة لا تقدم فقط فرصة للترفيه، لكنها أيضاً تسهم في بناء وعي بيئي قائم على التفاعل الفعال والتعلم الشيق، لضمان استمرارية وازدهار قطاع النحل في الدولة من خلال تعريف الزوار بعالم العسل واختلاف أنواعه وسلالاته، ويتم تعريف قاصدي الحديقة بكيفية إنتاج العسل ومشتقاته، بلغات عالمية عدة، منها الإنجليزية والروسية والفرنسية.

وتابع أن الحديقة تقدم السياحة البيئية بشكل مختلف عن طريق تكامل الجوانب الترفيهية مع التعليمية وتوفير فرصة للزوار للتواصل مع البيئة ودعم الممارسات البيئية المستدامة، فضلاً عن جولات يسلط فيها مرشد متخصص الضوء على الجوانب البيئية المهمة في مدينة حتا، ويعرف الزائرين إلى الممارسات المستدامة وأهمية مشاركتهم في الحفاظ على البيئة.

وأضاف الكعبي أنه أنجز أول محطة لإنتاج الملكات على مستوى الخليج العربي، بالتعاون مع خبراء تقنيين وعلماء متخصصين في معاهد وجامعات علمية وزراعية متعددة، ويستهدف بها الأسواق المحلية والخليجية، كما نجح في إنتاج أول سلالة من الملكات تعرف باسم «سلالة الساساكتراز»، والتي تتواجد بالأساس في أميركا وكندا، وتتميز بتحملها لدرجات الحرارة المرتفعة والبرودة، ولديها قدرة على مقاومة أمراض النحل المعروفة، وتتميز بجمع النحل بكميات كبيرة وتحفيز عمليات التكاثر عند ارتفاع عدد الوفيات في الخلية.

وتعتبر حديقة النحل وكيلاً لعدد كبير من شركات أوروبية، وتقوم بتصدير منتجاتها إلى دوائر حكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى تقديم خدمة الإشراف على الخلايا للجهات الأخرى، بمن فيهم المزارعون وكبار التجار في هذا المجال.

 مانع الكعبي: حديقة النحل تقدم تجربة ممتعة للزوار، وفكرتها فريدة في عالم الحدائق على مستوى الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى