اخبار الامارات

باحث أميركي: الخلافات ضمن «طالبان» سياسية وعرقية وقبلية

تحدث الباحث والأستاذ الجامعي الأميركي من أصل باكستاني حسن عباس في كتابه الذي يحمل عنوان «عودة طالبان.. أفغانستان بعد خروج الأميركيين» عن نقاط الضعف لدى حركة طالبان، وما الذي تغير منذ قيام الحركة بحكم أفغانستان في تسعينات القرن الماضي. وقال في مقابلة مع صحيفة «دبلومات» إنه من الأفضل للمجتمع الدولي زيادة انخراطه مع طالبان بدلاً من مضاعفة القيود عليها. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

■ استناداً إلى ما قلته في كتابك، ما نقاط الاختلاف بين أفغانستان الجمهورية والإمارة الحالية؟

■■ لا يمكن مقارنة الوضعين ببعضهما، فالجمهورية كانت تحظى بالدعم الدولي خصوصاً المالي والأمني من الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول أخرى حليفة، حيث تم إنشاء بنية تحتية لدولة حديثة. ولكن أفغانستان هذه الأيام وإن كانت قد ورثت البنية التحتية والعديد من المؤسسات الحكومية التي يحاولون إعادة صياغتها وفقاً لأجندتهم، ولكنهم يواجهون تحدياً كبيراً يتمثل في انعدام الموارد كما أن الحركة أصبحت الأن شمولية الحكم. لقد تم تشكيل أفغانستان الجمهورية والإمارة الحالية في ظروف وحقائق مختلفة تماماً.

■ بماذا تختلف طالبان هذه الأيام عن طالبان في تسعينات القرن الماضي؟

■■ لقد شهدت طالبان تحوّلاً، يمكن القول إنه تحول عشوائي، من نواحٍ عدة، ففي التسعينات كانت طالبان أكثر تشدداً في نظرتها، ومواقفها، وحتى أسوأ تجهيزاً لإدارة دولة. وكانت أكثر رجعية من أي شيء آخر، وكان لديها الآلاف من المجندين من المدارس المتشددة. وكانت متحمسة ولكن غير مؤهلة عندما يتعلق الأمر بإدارة دولة. ولكن بعد مرور 20 عاماً أصبحت طالبان أكثر تطوراً وانفتاحاً في تفكيرها وبرعت في الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي من أجل مصلحتها ونوّعت قواعد دعمها. واستفادت من فرصة تعليم نفسها الدبلوماسية عندما سُمح لها بافتتاح مكتب في الدوحة، وبدأت في التفاوض مع الولايات المتحدة.

■ أشرت في كتابك إلى أن فصائل طالبان باتت متنوّعة فمنهم المتشددون والأقل تشدداً، والمقاتلون والقرويون العاديون، والمجرمون. فهل يستند هذا الاختلاف إلى موضوع طالبان العام أم يوجد اختلاف أيديولوجي؟

■■ الاختلافات بين «طالبان» هي في معظمها سياسية، وعرقية، وقبلية. ولاتزال القضية القبلية مهمة كثيراً في المشهد الحالي، كما هو واضح من الملفات المتعددة لقادة طالبان التي نشرتها في الكتاب، وهناك تجار المخدرات المختفون بهيئة رجال أعمال، وهم يعملون مع الجريمة المنظمة والمافيات، وهم يبدون مثلهم من حيث حدة اللغة والتصرفات، لكنهم في الواقع حلفاء لـ«طالبان».

■ في بعض الأحيان تشير إلى أماكن أو أمثلة تستحق فيها «طالبان» التقدير أو الاستحقاق، مثلاً في ما يتعلق بحظر الزواج القسري للنساء، والطلب من المحاكم أن تعامل النساء بصورة جيدة، أو أفضلية التعيين لقوميتي الهزارا والطاجيك في مواقع في الحكومة المؤقتة. كيف تنظر إلى هذه القرارات؟ وإن كان هناك خيارات أقل إثارة للإعجاب مثل التعهد بالسماح للفتيات بالذهاب إلى المدارس ومن ثم النكوص عن هذا التعهد. فهل هذا السلوك لصنع سياسة جيدة صادر عن قادة غير متشددين في طالبان؟

■■ كما ذكرت سابقاً، فإن البراغماتيين النسبيين أو الأقل تشدداً في كابول كانوا يؤثرون على بعض القرارات. وسمعت من خلال علاقاتي الشخصية أنهم يريدون في الواقع أن تذهب الفتيات إلى المدارس الثانوية والجامعات، ولكن الملا هبة الله المقيم في قندهار تحت تأثير عناصر متشددة، تجعله يصنع العراقيل أمام السماح لهؤلاء الفتيات بالعودة إلى مدارسهن.

■ في نهاية المطاف تختتم بتوصية مثيرة للجدل باعتراف الجميع، تفيد بأنه يجب على المجتمع الدولي زيادة تعامله مع طالبان بدلاً من فرض مزيد من القيود عليها. لماذا تعتقد أنها الطريقة المثلى للمضي إلى الأمام؟

■■ وصلت إلى هذه النتيجة لأنه تم تجريب العديد من الخيارات. ولدينا 20 عاماً من الحرب بهدف القضاء على طالبان ولكن لم يحدث، لأن هذه الحركة تتمتع بدعم كبير في أفغانستان نفسها.

• لاتزال القضية القبلية مهمة كثيراً في المشهد الحالي كما هو واضح من الملفات المتعددة لقادة «طالبان» التي نشرتها في الكتاب، وهناك تجار المخدرات المختفون في هيئة رجال أعمال، وهم يعملون مع الجريمة المنظمة و«المافيات»، وهم يبدون مثلهم من حيث حدة اللغة والتصرفات، لكنهم في الواقع حلفاء لـ«طالبان».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى