اخبار الامارات

مراقِبة غربية: انقلاب النيجر له تداعيات على إفريقيا وأوكرانيا وأوروبا والمسرح العالمي

أثار الانقلاب في النيجر الأسبوع الماضي على الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم، الكثير من التساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، ومصير التحالفات بين دول غربية وإفريقية. سكوت سيمون من راديو «إن بي آر» تحدث مع المديرة الأولى لمركز إفريقيا التابع للمجلس الأطلسي والزميلة الأولى في مركز أوروبا، الخبيرة راما ياد.. وفي ما يلي مقتطفات من تلك المقابلة:

■ تم انتخاب الرئيس بازوم قبل عامين، ويعتبر انتخابه أول انتقال ديمقراطي سلمي للسلطة في البلاد منذ استقلالها عن فرنسا.. ما الذي أدى إلى هذا الانقلاب؟

■■ ضعف الحكومات هو العنصر الأساسي الذي يفسر هذا الانقلاب، لأنه ليس الأول، ففي غضون ثلاث سنوات أصبحت النيجر ثالث دولة في غرب إفريقيا من حيث البلدان التي تعاني الانقلابات العسكرية، وهذا يعني أن هذه الانقلابات تبدو سهلة وسريعة للغاية.

■ لذا تقييمك للوضع هو أن الجيش كان قلقاً بشأن انعدام الأمن في البلاد والمواطنون قلقين أيضاً.. أليس كذلك؟

■■  نعم، وسوء الإدارة أيضاً. لقد استمرت الحرب في هذه المنطقة عقدين من الزمن، ويعتقد العديد من السكان المدنيين أن الحكومة لم تكن فعالة للغاية، وهم يعانون دائماً الهجمات الإرهابية، وضعف الدولة أيضاً. لا توجد خدمات عامة في هذه المناطق ولا أمن ولا عدالة، وكل الأمور المهمة للمواطن، وعندما يحدث الانقلاب يصفق له السكان لأنهم يعتبرون أنه ربما يأتي بحكومة أخرى تقدم لهم عيشاً أفضل.

■  ماذا يعني هذا الانقلاب لشعب النيجر؟

■■  يعني أنهم يواجهون المجهول، لأنه لم يتضح لنا حتى الآن ما إذا كان هؤلاء الانقلابيون مدعومين من قبل المدنيين، وبالفعل تظاهر جزء من السكان في الشوارع معبرين عن دعمهم للانقلابيين، لكن هذا لا يعني أن الغالبية العظمى من البلاد توافقهم الرأي.. الآن السؤال مطروح على الدول الغربية: هل يجب أن تستمر في دعم النيجر من خلال هذه السلطة الجديدة أم عليها أن تسحب دعمها؟

■  هل سيؤدي ذلك نظرياً إلى دفع حكام النيجر الجدد إلى إقامة علاقة أوثق مع روسيا؟

■■  نعم، هذا سؤال جيد. روسيا لديها حافز حقيقي لإثبات أنها ليست معزولة على المسرح العالمي، حيث تمكنت من استخدام جزء من القارة الإفريقية كقاعدة خلفية لاحتواء العقوبات الاقتصادية الغربية وإعادة بناء قواتها، وذلك بفضل شركات «فاغنر»، المتمركزة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وفي مالي.

■  ما مدى أهمية النيجر من الناحية الاستراتيجية للولايات المتحدة وفرنسا في هذا الصدد؟

■■  كان بازوم آخر رجل قوي في منطقة الساحل مدعوم من الغرب في حربه ضد الإرهاب أولاً ومقاومته لروسيا ثانياً، وهذا كثير بالنسبة لرجل واحد. على الصعيد الاقتصادي من المهم أيضاً أن نفهم أن النيجر بلد غني جداً بموارده، حيث يزخر هذا البلد بالكثير من الموارد المهمة جداً للطاقة. على الجبهة العسكرية كان للنيجر دور مهم للغاية في استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا والولايات المتحدة، والأوروبيون أيضاً.

■  كيف تنظرين للوضع في النيجر في هذه المرحلة؟

■■  هذه المرحلة – أعني الأيام المقبلة – ستكشف الكثير من الغموض عن الوضع في البلاد، وأعتقد أن ردود أفعال السكان ستكون أساسية. في الوقت الحالي شهدنا الكثير من التظاهرات المؤيدة أو المتظاهرين المؤيدين لبازوم، زعيم الحكومة الشرعية، ولكننا أيضاً لا نعرف ماذا سيقرر المجلس العسكري الجديد. ما يحدث هنا في منطقة الساحل سيكون له تأثير ليس فقط على إفريقيا ولكن أيضاً – كما أعتقد – على أوكرانيا وأوروبا وعلى المسرح العالمي.

• يعتقد العديد من السكان المدنيين أن الحكومة لم تكن فعالة للغاية، وهم يعانون دائماً الهجمات الإرهابية، وضعف الدولة أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى