اخبار الاقتصاد
أخر الأخبار

ما هي العوامل التي ساهمت في تجاوز سعر الذهب بأكثر من 2000 دولار للأونصة؟

ارتفعت أسعار الذهب منذ شهر مارس لتخترق مستوي الدعم النفسي 2000 دولار للأونصة، ليستقر المعدن الأصفر فوق 2000 دولار منذ ذلك الحين محافظًا على قوته المدفوعة بالتوترات الجيوسياسية وإزالة الدولرة والتضخم المرتفع.

هناك عدد من العوامل التي أدت إلى ارتفاع سعر الذهب وهو مخزن تقليدي للقيمة في أوقات الأزمات، أضافت الأسواق الناشئة زخماً إلى أسعار الذهب حيث تقوم الكثير من الدول في جميع أنحاء العالم ببيع أصولها بالدولار المتمثلة في سندات الخزانة الأمريكية كجزء من حملة نزع الدولار المتزايدة منذ أن قوضت الثقة في الدولار بسبب قرار الولايات المتحدة استخدام عملتها كسلاح.

كان التضخم المرتفع المستمر عاملاً آخر دفع صعود الذهب، أدى تقصير سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء الذي بدأه جائحة كوفيد 19 وتفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى ما يقول بعض المحللين إنها دورة فائقة جديدة من التضخم المرتفع يمكن أن يستمر لسنوات، فقد تعرضت معظم أوروبا لضربة تضخم مزدوج الرقم كما أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة كانت مرتفعة أيضًا، لهذا قام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بسرعة قياسية.

كما تعززت بورصة الذهب بفعل المخاوف المستمرة بشأن صحة القطاع المصرفي الأمريكي، أدى الارتفاع السريع في أسعار الفائدة إلى تقويض قيمة السندات التي تحتفظ بها العديد من البنوك التي شهدت بالفعل انهيار، مما تسبب في مخاوف بشأن السيولة في القطاع المصرفي.

الذهب يرتفع في الربع الأول بنحو 11.2% من عام 2023 على الرغم من التقلبات

مقالات ذات صلة

كان الربع الأول من عام 2023 فترة قوية بالنسبة للذهب حيث ارتفع المعدن النفيس بنسبة 9% ليصل إلى 1980 دولار، ومع ذلك، لم يخل الأداء من التقلبات، حيث تأثر الذهب بتقلبات سوق السندات والتوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار الأمريكي.

في مارس الماضي انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 2.3% مع ظهور الذهب كمستفيد بسبب ارتفاع الطلب على الأصول التي تعتبر ملاذًا آمنًا، ومع ذلك، فإن المخاوف المتمركزة في الولايات المتحدة إلى جانب انخفاض العوائد الحقيقية حدت من مكاسب الدولار، ليعزز ضعف الدولار الأمريكي من أداء الذهب على مدار الشهر.

وشهدت البنوك المركزية على مستوى العالم تحولا كبيرا في أسعار الفائدة، حيث شهدت الولايات المتحدة إعادة تسعير أكثر دراماتيكية لسعر الفائدة، من ناحية أخرى، خفضت منطقة اليورو توقعاتها لأسعار ذروة سعر الفائدة، بينما ظلت المملكة المتحدة غير متأثرة نسبيًا، كان الجنيه الإسترليني أقوى عملة رئيسية مقابل الدولار الأمريكي في الربع الأول، مع استمرار الذهب في التفوق حتى على الجنيه البريطاني.

هناك عامل آخر كان يقود الطلب على الذهب في الربع الأول من عام 2023 وهو حالة عدم اليقين التي تحيط بالتعافي الاقتصادي العالمي، في حين أن الاقتصاد العالمي كان يُظهر علامات الانتعاش من التباطؤ الناجم عن الوباء، إلا أن هناك مخاوف من أن الانتعاش قد لا يكون مستدامًا، وأنه قد يكون هناك المزيد من الاضطرابات في الاقتصاد، وقد أدى ذلك بالعديد من المستثمرين إلى البحث عن أصول الملاذ الآمن مثل الذهب كوسيلة لحماية محافظهم الاستثمارية من التقلبات الاقتصادية المحتملة.

بالإضافة إلى هذه العوامل، كانت هناك أيضًا العديد من التطورات الجيوسياسية التي ساهمت في زيادة الطلب على الذهب في الربع الأول من عام 2023، ومن أهم هذه التطورات التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين والتي غذتها مجموعة من القضايا بما في ذلك التجارة والتكنولوجيا وحقوق الإنسان، ومع تصاعد هذه التوترات أصبح المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن التأثير المحتمل على الاقتصاد العالمي وتحولوا إلى الذهب كوسيلة لتحوط محافظهم من أي نتائج سلبية.

بالإضافة إلى ذلك، مع استمرار الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، تضيف المخاطر النظامية المتزايدة إلى سعر الذهب، ظل الاقتصاد الأمريكي على مسار نمو قوي لعدة سنوات ولكن هناك مخاوف من أن هذا النمو قد يكون غير مستدام، يمكن أن ينجم الركود عن عدد من العوامل بما في ذلك الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة أو التباطؤ الاقتصادي العالمي أو الأزمة الجيوسياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى